ودع المنتخب المصري للشباب تحت 20 عاماً بطولة كأس العالم لكرة القدم المقامة حالياً في كولومبيا، وذلك بعد هزيمته أمام نظيره الأرجنتيني بهدفين مقابل هدف واحد، في لقائهما مساء الثلاثاء ضمن الدور الثاني للبطولة (دور الستة عشر) على ملعب أتاناسيو خيراردوت في مدينة ميديين.
في المباراة التي كان نجمها الأول الحكم السويدي ماركوس سترومبيرغسون، سجل للأرجنتين لاعب الوسط إريك لاميلا من ركلتي جزاء في الدقيقتين 41 و64، وجاء هدف مصر الوحيد من ركلة جزاء أيضاً سددها المهاجم محمد صلاح في الدقيقة 70.
تاريخ المواجهات المباشرة بين الفريقين
في المباريات السابقة بين المنتخبين، مالت الكفة بشكل مطلق لصالح المنتخب الأرجنتيني، الذي تغلب على منافسه المصري ثلاث مرات سابقة في كأس العالم للشباب، الأولى كانت عام 2001 في البطولة التي استضافتها الأرجنتين، حيث اكتسح المنتخب المضيف نظيره المصري بسبعة أهداف مقابل هدف واحد، وفي بطولة عام 2003 في دولة الإمارات العربية المتحدة فازت الأرجنتين بصعوبة في الوقت الإضافي بهدفين مقابل هدف واحد، وأحرز هدفي منتخب "التانغو" مهاجمه فرناندو كافيناغي، وفي بطولة عام 2005 في هولندا فازت الأرجنتين بهدفين نظيفين، ومباراة اليوم هي الفوز الرابع للأرجنتين.
مشوار الفريقين في البطولة الحالية
أنهى منتخب مصر الدور الأول في البطولة محتلاً المركز الثاني في المجموعة الخامسة برصيد سبع نقاط، وبفارق الأهداف خلف المنتخب البرازيلي الذي تعادل معه (1-1) في أولى مبارياتهما، قبل أن يفوز منتخب الفراعنة على بنما بهدف نظيف ثم يختتم مبارياته في المجموعة بفوز كاسح على النمسا بأربعة أهداف دون مقابل.
أما منتخب الأرجنتين فتصدر المجموعة السادسة وتأهل إلى الدور الثاني برصيد سبع نقاط أيضاً، بعد أن فاز على المكسيك بهدف دون مقابل، وتعادل بدون أهداف مع إنكلترا، ثم تغلب على كوريا الشمالية بثلاثية نظيفة.
الشوط الأول
بدأ الفريقان المباراة بطريقة لعب متشابهة، حيث أشرك مدرب كل منهما رأس حربة وحيد في خط الهجوم، فلعب منتخب مصر بالمهاجم محمد صلاح في الأمام وخلفه خمسة لاعبين في خط الوسط وأربعة مدافعين، وكذلك كان فاكوندو فيريرا اللاعب الوحيد في خط هجوم الأرجنتين وعاونه أربعة لاعبين في الوسط وخلفهم خمسة في خط الدفاع.
استهل المنتخب المصري اللقاء بأداء متوازن، وهجوم منظم من الجناحين الأيمن والأيسر، في حين لم يشكل منتخب الأرجنتين خطورة على المرمى المصري في الدقائق الأولى، وتلقى الأرجنتيني كارلوس لوكي الإنذار الأول في المباراة في الدقيقة العاشرة، بعد أن ادعى تعرضه للعرقلة وسقط داخل منطقة جزاء مصر للحصول على ركلة جزاء، غير أن الحكم احتسب اللعبة لصالح المنتخب المصري وأنذر المهاجم الأرجنتيني.
بعد ذلك بدأ منتخب الأرجنتين في مبادلة منافسه الهجمات، وكانت أخطر فرصة للمنتخب اللاتيني في الدقيقة 26 حين لعب إريك لاميلا ركلة ركنية من الناحية اليسرى قابلها فيريرا مباشرة برأسه نحو المرمى ولكنها ارتطمت بالقائم الأيسر لمرمى الحارس المصري أحمد الشناوي وارتدت إلى داخل الملعب.
كان المنتخب المصري الأفضل طوال الشوط الأول بأدائه الجماعي المتميز ودفاعه المتماسك أمام الهجمات الأرجنتينية، وإن عابه التسرع في إنهاء الهجمات التي كانت كفيلة بإحراز هدف التقدم.
وعلى عكس سير المباراة، احتسب الحكم ركلة جزاء للأرجنتين في الدقيقة 41 بعد أن سقط كارلوس لوكي في لعبة مشتركة مع المصري محمد صلاح، ولم يلاحظ الحكم أن المهاجم الأرجنتيني ألقى بنفسه بشكل واضح دون أن يتعرض للعرقلة، رغم أنه كان قد أنذره قبل ذلك لنفس السبب.
ونجح إريك لاميلا في تسديد ركلة الجزاء بنجاح على يسار الحارس أحمد الشناوي الذي طار إلى الكرة ولكنها اصطدمت بيده ومرت إلى داخل المرمى.
وقبل لحظات من نهاية الشوط الأول تلقى لاعب وسط الأرجنتين رودريغو باتاليا البطاقة الصفراء للخشونة.
الشوط الثاني
بدأ الشوط الثاني بضغط هجومي من منتخب مصر في محاولة لإدراك التعادل، فيما اعتمد الأرجنتينيون على الهجمات المرتدة السريعة، وتلقى المدافع المصري أحمد حجازي إنذاراً في الدقيقة 55 إثر لمسه الكرة بيده، وهو الإنذار الثاني لحجازي في البطولة.
وأجرى المدرب المصري ضياء السيد التغيير الأول في صفوف فريقه في الدقيقة 59 بنزول اللاعب أحمد حسن بدلاً من لاعب الوسط أحمد توفيق، وبدوره قام مدرب الأرجنتين والتر بيراتسو بسحب المهاجم فاكوندو فيريرا ودفع بدلاً منه بمهاجم آخر هو خوان إيتوربي لاعب بورتو البرتغالي.
وفي الدقيقة 62 أهدر لاعب الوسط المصري محمد النني فرصة خطيرة للتهديف حين انفرد بالمرمى الأرجنتيني وسدد الكرة غير أن الحارس إستيبان أندرادا أبعدها إلى ركلة ركنية.
بعد ذلك بدقيقتين ارتدت الهجمة لصالح المنتخب الأرجنتيني، وانفرد المهاجم لوكي بالمرمى فاضطر عمر جابر إلى دفعه داخل منطقة الجزاء، واحتسب الحكم ركلة جزاء صحيحة هذه المرة سددها لاميلا أيضاً محرزاً الهدف الثاني له ولمنتخب بلاده في هذه المباراة.
وأنذر الحكم اللاعب المصري عمر جابر لتسببه في ركلة الجزاء، وهي البطاقة الصفراء الثانية لجابر في المونديال، كما أنذر محمد عبد الفتاح لاعتراضه على التحكيم.
بعد الهدف الثاني للأرجنتين أجرى منتخب مصر تغييراً ثانياً بنزول صالح جمعة بدلاً من محمد إبراهيم، وغلبت الخشونة على أداء الفريقين، وتلقى الظهير الأرجنتيني نيكولاس تاليافيكو إنذاراً في الدقيقة 66 بعد لعبة عنيفة.
وتسبب اللاعب المصري البديل صالح جمعة في ركلة جزاء لمنتخب بلاده في الدقيقة 70 بعد تعرضه للعرقلة، وقام المهاجم محمد صلاح بتسديد ركلة الجزاء بنجاح على يمين الحارس الأرجنتيني إستيبان أندرادا، وهو الهدف الأول الذي يدخل مرمى أندرادا في هذه البطولة.
وأجرى منتخب الأرجنتين تغييراً ثانياً في الدقيقة 75، فخرج لاعب الوسط رودريغو باتاليا ولعب بدلاً منه إزيكيال سيريليانو.
وبدوره ألقى محمد النني بنفسه داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 77 في محاولة لتقليد لاعبي الأرجنتين والحصول على ركلة جزاء، غير أن الحكم كان منتبهاً هذه المرة وأنذر اللاعب المصري.
وبعد ذلك بدقيقة قام مدرب مصر ضياء السيد بتغيير ثالث فأخرج البديل صالح جمعة الذي لعب أقل من ربع ساعة، ودفع بالظهير الأيسر أيمن أشرف.
وسدد محمد حمدي كرة صاروخية في الدقيقة 79 طار إليها الحارس الأرجنتيني وأخرجها إلى ركلة ركنية.
وفي الدقيقة 82 تلقى قائد الأرجنتين الظهير هوغو نيرفو إنذاراً، ثم أنهى منتخب "التانغو" تغييراته فخرج إريك لاميلا صاحب الهدفين ولعب بدلاً منه آلان رويز، واستمرت الخشونة الأرجنتينية فنال المدافع أدريان مارتينيز إنذاراً آخر في الدقيقة 86.
وبالرغم من المحاولات المستميتة من المنتخب المصري لإدراك التعادل إلا إن جميع محاولاته باءت بالفشل، لتنتهي المباراة بفوز ثمين للأرجنتين، التي ستلتقي البرتغال في دور الثمانية.